حظر كلي على مقاسنا
القوانين تضبط سلوك الفرد لكن لا تستطيع تغييره! إن المتأمل في حالة الحظر التي شغلت العالم والفايروس الذي من المتوقع أن يغير وجه البشرية من جانب عاداتها وسلوكياتها إلا أن هذه التغييرات في السلوك الإنساني لا يغدوا بأن يكون إلا مؤقتاً ناشئاً عن حالة استثنائية اجبارية يخضع لها الفرد من سواء من خوف من مرض أو من رهبة قانون أو حتى مجاملة لأحباب وأصدقاء، لكن السؤال هل فعلا سوف تتغير سلوكياتنا وعاداتنا؟ لا أظن ذلك بطبيعة السلوك الإنساني والذي يصطلح في ثقافة المجتمع ، إن التغيير الحقيقي هو التغيير الداخلي الذي ينم عن قناعة متجذرة تغير توجهاتنا مدفوعة بمصفوفة قيم وأقصد بالمصفوفة هي أولوياتنا في الحياة ما نعطيه قيمة أولاً ثم الذي يليه ، في رأيي أن ثقافة المجتمع هي أقوى من أي قانون أو أي نظام، في العمق هو منبع القوانين والأنظمة هي التي تشكل هويات المجتمعات من عادات وتقاليد، لاحظ لدينا رمي المخلفات ، قانوناً ممكن ردعه لكن أين الثقافة التي تتشكل من خلال السؤال المطروح في ذهن الرامي الذي يجعله يرتدع قبل أن يتذكر أن هناك قانون يخالفه إنها ثقافة المجتمع وهي التي تقودنا للسؤال التالي هل سوف تتغير البشرية عقب ما حصل من حظر وحجز الجواب لا لن تتغير البشرية ولن يتغير السلوك البشري ، فالحملات الإعلانية ورجاء الحكومات لشعوبها بالبقاء وعدم الخروج إلا للضرورة لم ولن تجدي نفعاً مالم يكون في ثقافة المجتمع مجموعة قيم تلزمه بالمحافظة على غيره وتكون في داخل نفسه شجرة من المسؤوليات التي زرعت به ورسخت هذه القيمة حتى وإن مالت في أقوى الرياح فما تلبث إلا أن تعود ، فما حصل من حظر وحجر فهو على مقاس ثقافتنا ومقاس عاداتنا التي تعكس مدى التزامنا أو مدى اخفاقنا في تحمل المسؤولية فكانت النتائج هي انعكاس ما نحن فيه من قيم وفكر لذلك هو حظر كلي على مقاسنا.

